حثّ المعهد الدولي للصحافة، وهو شبكة عالمية معنية بحقوق الصحفيين ومكونة من كبار الصحفيين والمحررين ومديري الصحف والقنوات الإعلامية حول العالم ومقرها الرئيسي في فيينا اليوم، الحكومة المصرية على إطلاق سراح الصحفيين المُعتقلين، تخوفاً من انتشار وباء كورونا داخل السجون.
ويقبع حالياً أكثر من ٦٠ صحفياً في سجون مصر المعروفة بازدحامها وسوء خدماتها الصحية، خاصة أن العديد من المسجونين لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة. ومن ضمن هؤلاء المساجين، صحفي الجزيرة وأحد أعضاء المعهد الدولي للصحافة محمود حسين، الذي لا يزال رهن الاعتقال منذ ما يقارب ١٢٠٠ يوم. وقد رفضت إدارة السجن تقديم علاج طبي للسيد محمود رغم تعرض ذراعه للكسر داخل السجن.
وقامت السلطات المصرية الشهر الماضي بالإفراج عن بعض قادات المعارضة نتيجة لتفشي مرض كورونا بين أفراد المجتمع المصري. إلا أن الإعفاء لم يطل الصحفيين والنشطاء الحقوقيين، على الرغم من احتجازهم لأسباب زائفة ودوافع سياسية، ولا يزال العديد منهم يتعرض لخطر العدوى من فيروس كوفيد-١٩.
وقال السيد رافي براساد، رئيس قسم المناصرة والدفاع عن حقوق الصحفيين في المعهد: “يواجه الصحفيون المسجونون في مصر الآن -بالإضافة إلى احتجازهم ظُلماً- مخاطر صحية خطيرة مع استمرار انتشار الفيروس. يجب على مصر منع هذه المعاناة غير الضرورية والعواقب الوخيمة التي قد يتعرض لها الصحفيون وأسرهم، وعلى السلطات المصرية إطلاق سراح جميع الصحفيين المسجونين”.
تقوم الدولة المصرية باحتجاز معظم الصحفيين في مصر إما بدون أي تهمة أو بحجة نشر “أخبار كاذبة” والانضمام إلى جماعات محظورة. وتعرّض العديد من الصحفيين للإخفاء القسري على يد قوات الأمن المصرية، ولم تكشف الحكومة عن مكان تواجدهم بالرغم من مناشدات ذويهم لمعرفة مصيرهم.
ولا يزال المعهد الدولي للصحافة قلقاً حيال محاولة الحكومة المصرية التحكم بالأخبار المتعلقة بانتشار الوباء بين أفراد المجتمع المصري، حيث قامت بسحب اعتماد مراسلة صحيفة الجارديان روث مايكلسون، وطردها من مصر بعد كتابتها لتقرير قامت بنشره في اليوم الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي، يكشف العدد الحقيقي للمصابين بالوباء داخل مصر. وقد رفضت الحكومة المصرية وعدد من المختصين المصريين الاعتراف بالدراسة التي اعتمد عليها التقرير والتي قام بإجرائها عدد من أكاديميي جامعة تورنتو الكندية.
وقال السيد براساد: “يجب على السلطات المصرية ضمان استمرار عمل الصحافة المستقلة؛ كي يتم إحاطة المصريين بالإجراءات المهمة التي يتم اتخاذها لاحتواء انتشار الفيروس والحفاظ على نقاش مفتوح حول فاعلية هذه الإجراءات، فالإعلام المستقل هو أحد أكثر الدعائم أهمية لاحتواء هذا الوباء”.